بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 أغسطس 2012

ومات سجينه .......

جلس لا يقدر على الكلام على الحركة نظر امامه فوجد سجينه ميت لا يتنفس لا يتحرك ...مات السجين فى سجنه دون ان يشعر به احد او يواسيه دون ان تبكى عليه عين ..فقد السجان السيطره على حاله وانهار بجانبه ولم تتفوه شفتاه الا بسؤال واحد لماذا؟ لماذا؟ ماذا فعل سجينه الرقيق الضعيف حتى يموت هكذا ومن قاتله ولما ؟  ظل يجوب ارجاء السجن ذهابا وايابا دون ان يجد ردا على ما يدور برأسه ابت عيناه ان تبكى شعر بنار تحرق كل ما بداخله صرخ صراخ المجروح فرج صوته اركان مملكته المظلمه ولكن دون رد مجرد صراخ وصدى دون ان يجيب احد ان يشعر احد ..مات من كان يعطيه امل فى غده مات من كان يجعله يرفق بحال الناس مات اجمل ما فيه وارق ما بداخله ....مات عمره واحلامه وبراءته مات كل شىء ولكن بدون سبب دون ثمن دون حتى مبرر او انذار اقترب من سجينه واحضتنه فشعر بقلبه يتمزق من قوه الالم وصعوبة الفراق سأله لائما ضائعا لما فعلت هذا بحالك ماذا فعلت ولما ومن فعل بك هذا ...لما تركتنى احرقتنى فانا لم يكن لى سواك لما لما ...ولكن اسئله بلا اجابه وصوت بلا صدى ..وحياه بلا غد وليل بلا نهار قضى السجان ليلته بجانب قتيله لا يفعل شىء سوا ان يضمه الى صدره بقوه ويحاول ان يشعر بدف قربه الاخير ولكن الجسد الدافىء فارق الحياه والقلب الحالم توقف عن النبض والعين اللامعه انطفئت وبعد قليل سيغطيها التراب دون رحمه ...ظل السجان برفقة قتيله لا يعلم كم من الوقت قد مر وهو معه ولكنه كان يعلم جيدا انه قد حان الوقت ان يدفن اغلى واجمل ما فيه ، حفر قبر سجينه بدموع عيناه وحمل الجسد الضعيف الساكن النائم كالاطفال ووضعه فى قبره وبدأ فى وضع التراب عليه ومع كل حبه تراب تسقط على هذا الوجه النائم يصرخ السجان لماذا ؟ لماذا ؟ حتى سقطت اخر جبه تراب لتخفى الجسد البالى الممزق الضعيف بين جنباتها وقضى السجان ليلته بجانب قبر سجينه يهذى بكلام غير مفهوم ..يصرخ تاره ..ويصمت اخرى يسأل مره ويبكى مره ...اصبح مجنون شرسا يريد ان يعرف بأى ذنب قتل اجمل ما فى حياته ؟ ولكن حيرته لم تستمر فلقد ظهر الفارس المزيف من ظلمات السجن وبيده سكين تتساقط من اطرافه قطرات دم يعرفها السجان جيدا ...انه دم اعز ما يملك ..نظر الفارس المزيف للسجان وقال بكل هدوء انا من قتلته انا من فعلتها ..نظر السجان بعيون يجمع الغضب والكره والضعف نظراتها وقال انت من فعلت به هذا لماذا ؟ فهو لم يحب يوما احد كما احبك لقد تركنى لاجلك عادانى لاجلك لم يسمع لتحذيراتى لاجلك ...صمت القاتل ثم قال مجرد غلطه كانت غلطه وهو المخطىء لانه صدق كلماتى ووعودى انه المخطىء ولست انا ...صدمت السجان جعلته مشلولا لا يقدر على الحراك صدمته فى ان يكون من قتل احلى ما فى حياته هو من وثق فيه سجينه وحارب لاجله اكمل القاتل بنفس الصوت الهادىء دون اى مبالاه انا لى حياتى وانا  اريد ان اكملها هو من اقتحم حياتى وانا لم اخطىء ..لم يستطع السجان ان يقول شىء او حتى يدافع عن قتيله فهذا لن يعيده الى الحياه القى القاتل السكين بجانب السجان وقال له لن تجرأ على اتهامى فانت المخطىء فى نظر الجميع انت المذنب انت وقتيلك ثم ابتسم وقال الناس كلها تعرف ان من قتله هو انت ولست انا لانك لم تحافظ عليه لم تصمم على ان تبعده عنى تركته وصدقت اننى ساحميه ...انت من قتله بيدى فانت القاتل وهذا قتيلك اما انا فلا اعلم عنكم شيئا ولا اريد ورحل فى هدوء تام دون حتى ان ينظر الى قبر من تمناه يوما ما ومات بيده ...رحل وترك سجين مقتول وسجان قاتل وكلاهما لا يعلم السبب ...صرخ السجان صرخه رجت السماوات والارض اخترقت كل القلوب الا قلب الفارس المزيف ...هل اصبح هو القاتل وهو المدان وهو الظالم ..هل هو من ترك سجينه ليد قاتله...هل قتل القلوب ودفنها وذبح الروح وحرقها تحدث بهذه البساطه دون ان يرتف لقاتلها جفن ...هل التبرأ من الذنب يكون اسهل من ارتكابه هل خلق وحش اسهل من احتواء قلب صادق ....اصبح السجن قبر والسجين مقتول والسجان قاتل ...اما الفارس فاصبح حرا طليقا يضع قناعه المزيف لينطلق فى عالم البشر يستمتع باعجاب من حوله لانتصاره على الوحش الذى كاد ان يدمر حياته ....


ليست هناك تعليقات: