بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 يناير 2014



مر عام على اخر مرة رايت فيها غرفتها ....مر عام على اخر كلمة قالتها وهى تضحك بصوت عالى وتقول اننا نحتفل سويا ... مر عام على كل شىء وكانه مائة عام ... عام كامل لم اجد ردا على سؤالى ... لما فعلت بنفسها ما فعلت ...
عندما دخلوا الى غرفتها لينقلوا جسدها ازاحوا الستار عن الغرفة فوجدوا صور معلقة على الجدران لفتيات لسن هى ولو ان هناك ما يجمع بينهن وبينها ومع كل صورة بضع كلمات كانها هلاوس لعقل ارهقه كثرت التفكير ......
لممت شعرى من ارضيات الغرفة وانا لااعرف لما قصصته لما انزعته بهذه الوحشيه ليسقط على الارض انتظرت لحظة حتى تذكرت نعم تذكرت لم يكن انا انها تلك الفتاه نعم انها الفتاة التى احبت ورحل عنها حبيبها فحزنت وبكت حتى انها كرهت اجمل ما فيها ..!!شعرها...!!. فقصته وتركته يسقط ارضا لتدوسه الاقدام وعندما راها حبيبها شعر انه فعلا جرحها ....ظلمها..... فجمع شعرها المتساقط وبكى وطلب ان تسامحه وعاد اليها واقسم على ان لا يجرها ثانية نعم هى فعلت هذا حتى يعود فعاد ...
نظرت لعيناى لكنى لما اميزهما فلقد ذبلت من البكاء ولكن لما ابكى لا اعرف ....لالا تذكرت لم اكن انا فهذه هى الفتاه التى احبت وتركها حبيبها لانها كذبت دون قصد فلم تتحمل فراقه فاخدت تبكى وتبكى حتى ذبلت عيناها كانت الدموع ترسم صفحات مليئة بكلمات الغفران عساه يسامحها وها هو يسامحها ويمسح دموعها ويقبل تلك العيون حتى اختلطت دموع عيناه شوقا بدموع عينها حزنا لفراقه .....
ماهذه الملامح الباهته المتعبة ماهذا الجسد المريض المتعب الذى لا يقوى حتى على الوقوف كيف اصبحت بهذا الحال ......لالالا هذا ايضا لست انا انها هى تلك البريئة الضعيفة التى عشقته م كل قلبها وجعلتله امير احلامها وسيدها فخانها وتركها حتى دون ان يخبرها واكتفى برساله اعتذار ووداع ...لم تتحمل فراقه ولم يتحمل جسدها فمرضت دون مرض ووهن جسدها وشحب وجها فاصبحت كالاموات تتنقل بين الاحياء كشبح جريح لكنه حينما راها نعم حين راها حن قلبه تالم عقله انبه ضميره لما فعله بها وبكى ...احتضنها واعتذر منها واقسم انه لم يحب يوما غيرها وانه لن يتركها ودونها والموت .....
تلفحت بالسواد من شعرى لاصبع ارجلى حتى غرفتى لم تدخلها الشمس اصبحت الوحدة رفقى الوحيد ولكن لما ... هذه المره ايضا لست انا...... انها تلك الجميلة التى كانت تنطلق كالفراشه بين زهور الحياة ..تلك الجميلة التى ما ان تراها حتى تعشق الحياة لمعت عيناها تغطى على اشعة الشمس وابتسامتها تزيح انهارا من الاحزان ... لكن لما انطفأت عيناها وكسرت اجنحتها ... ماهذا السواد الذى اطبق على جدران حياتها فطمس كل معنى يحكى عن وجود حياة ....انه هو لقد خانها...!! راته بعينها مع غيرها يهمس فى اذنيها يلمس شقنتاها يضحك معها ويهنئه الجميع بارتباطها الابدى تركها وكسر قلبها سرق رحيق الحياة من بين شفتاها كمصاص دماء دفن كل احلامها فى قبر من الاعذار ودنسه بحذائه الاسود فى ليلة زفافه ....ماتت فارقت الحياة لكنه عاد من رحلته نادما بكى على قبرها طالبا السماح والمغفرة تمنى ان يضمه قبره ليستريح الى جوارها عاد وتمنى واعتذر حتى لو كانت هى فعلا قد رحلت .....
فى غرفة مظلمة بلا شباك تجلس فى احدى الاركان فتاة ضعيفة شاحبة ذبلة عيناها من كثرة البكاء فارقت الابسامه ملامحها تملكت نظرة اليأس من عنينها وتملك المرض من جسدها وروحها حليقة الرأس ذابلة المشاعر ترتعش من الخوف وحجرتها عليها صورة لكل فتاة راتها بكت او شحبت او ذبلت او قصت شعرها او حتى صمددت وتحملت لاجل ان يعود حبيبها وعاد ....نظرت الى جميعهن ونظرت الى باب غرفتها الذى اصبح كباب سجن عتيق وسالت لما لم تعود لقد فعلت مثلما فعلوا ولم تعود ...
انتحبت وضعفت وبكت وتوسلت وسامحت وصمددت ودافعت وتألمت حتى تعود لها ولم تعود ...!!!
ما اغرب هذه الفتاه فعلت كل شىء املا فى ان يحتظنها ان يعود باكيا استسلم عقلها لقصص هؤلاء الفتيات ففعلت مثلهن املا فى عودته تركت الزمن ينهش من جمالها وجسدها وروحها املا فى عودته ... لم تفارق عيناها باب غرفتها عسى ان يدخل فى اى لحظة كما سمعت عن قصص غيرها ..طوقها الامل بعودته حتى اماتها مخنوقة بقبضته
كثرت الكلمات عنها وعن حبيبها وصفوها بالجنون وبالخيال تهامست الاعين والشفاه عنها وعن جدران حجرتها وصور فتياتها حتى تهامسوا بخوف عن يوم ما وجدوها حليقة الرأس زابلة العين شاحبة الوجه ملقاة على الارض بعدما فارقت الحياة ....فعلت كل شىء من اجل شىء واحد هو ان تراه قد عاد و هو يبكى فتضمه وتخبره انها قد سامحته
لا اعرف ما فعلت هى حتى لا تستحق الغفران او ان يعود اليها ....لكنى اعلم جيدا ان هناك فى قبرها صورة لم يراها احد لفتاه انتزعت قلبها لاجل حبيبها وهى تعلم انه لن يعود .......

رباب النجار